
النية بالمعنى الروحي
بالتأكيد كلمة النية تكررت على مسامعنا كثيرا و ربما البعض استخدمها باستمرار لتحقيق أهداف حياته، و لكن هل فعلا نعرف ما تعنيه هذه الكلمة و كيف بإمكاننا بدء عيش حياتنا بنية واضحة.
فأغلبنا قد تكون حياته مليئة بالانشغالات و بكثير من الأمور مما يجعلنا نفتقر إلى وضوح المعنى فيما نريد القيام به مما يعني النوايا.
إذن ماذا يعني روحيا أن تكون لديك نية؟
النية تحدد ما تطمح إلى أن تكونه مفرد، وهي تختلف عن الهدف حيث تأتي الأهداف من الذهن و تكون موجهة نحو المهام، بينما النية تكون تابعة من الروح أو القلب و تمثل أعمق رغباتنا الداخلية.
و من الممكن تشبيه النوايا بالمشاعر فهي شيء غير ملموس أو نستطيع الاحتفاظ به، و لهذا السبب يكون من الصعب لدى البعض تحديد النية.
و مع ذلك فإن النوايا مثل المشاعر و العواطف من الممكن أن تكون مكثفة و قوية لدرجة أنها تصبح واقعية أكثر وواضحة جدا.
مثلا، الحب الذي تشعر به الآم تجاه ابنها هو شيء لايمكن لمسه أو حتى قياسه و مع ذلك فهو قوي جدا لدرجة أن من يشعر بتلك العاطفة لن يشكك في إمكانية وجوده.
و تحديد النية بالمعنى الروحي يعني أن تعرف بوضوح ما تريده.
و قد تبدوا العبارة أعلاه سهلة و لكن عندما يتدخل العقل و يبدأ التحليل يصبح الأمر معقدا، فعندما نفكر فيما نريد نبدأ مباشرة في التفكير في الظروف التي نريدها فيها، و بدون قصد قد يبدأ البعض بوضع العقبات، لكن عندما نعمل على
نية فإن التركيز يكون حول ما نريده فقط، وحول الوجهة و كيف ستكون حياتنا بالفعل هناك.
إذن كيف للعيش بنية أن يعمل على تحسين حياتنا؟
عندما تسأل نفسك كيف سيكون الأمر إذا كان لدي هذا أو ذاك يتم تنشيط الجزء المسؤول عن الإبداع و يبدأ في تجميع صورة مصنوعة من ذكرياتك و تعاليمك و خبراتك، تلك الصورة التي يتم تكوينها هي النية الخاصة بك سواء كنت على علم بها أم لا، إذا لم تكن على علم بالصورة فقد تكون المعلومات التي تكونت بها صورتك الذهنية لا تمثل النسخة التي تتوق إليها مستقبلا.
و من ناحية أخرى إذا كنت على دراية بصورتك الذهنية الخاصة بنيتك و كانت واضحة الرؤية، فإن تلك الصورة تكون نابعة من أعماق داخلك، هذه الصورة مهمة جدا لأنه بمجرد تشكيلها يبدأ دماغك حرفيا في عيش هذا المستقبل و كلما كانت الرؤية و الصورة المرتبة واضحة التفاصيل كلما كان تحقيق نيتك أسرع.
عندما تضيف المشاعر لهذه الصورة التي بدأ ذهنك بتكوينها في داخلك و تقوم ببرمدة داخلك بتلك المشاعر كما لو أنها أصبحت واقعا محققا فأنت تعمل على برمجة جسمك لهذا المستقبل، فالجسد لا يعرف الفرق بين عاطفة ناتجة عن تجربة و عاطفة ناتجة عن الوعي.
لجذب سيناريو جديد لحياتك كل ما عليك أن تبدأ بالشعور كما لو كنت تعيشه بالفعل.
فأفكارنا دائما هي سبب النتائج و لا يمكننا التحكم في النتائج لكن يمكننا التحكم في الأسباب، وبمجرد أن تكون لديك نية فإنك تزرع بذرة ستنمو حتما، فكل ما تحتاجه في حياتك و تريده هناك طريقة الحصول عليه فالكون هو فضاء لا نهائي يستمر في التوسع.
من الممكن أن تساعدك الأسئلة التالية على العثور على النوايا الداخلية :
• من أنا ؟
• ماذا أريد ؟
• كيف أخدم العالم ؟
كما بإمكانك البدء بهذه الممارسات التالية للعيش بوعي و الاتصال بالحدس أكثر :
• في بداية اليوم تخيل يومك المثالي
اسأل نفسك ماهي النسخة الأفضل التي تريد أن تكون ها اليوم؟ تذكر أن كونك أفضل نسخة من نفسك هي أجمل هدية تهديها لنفسك و للعالم.
• ادمج عادات يومية صغيرة تعكس نيتك و تتوافق مع رغبتك الداخلية
قم بإنشاء انشطة تقربك خطوة للأمام مع هدفك أو تجعلك تشعر كما لو أنك حققت ما تريد.
• عيش اللحظة
عيش اللحظة ان تكون في حالة قبول و استسلام لا تتحكم في الوقت الذي يتحدث فيه نيتك.
• كن على وعي بصحتك و جسدك
نظرا لأن أداة التصور و التخيل الهدف منها هو تحقيق مشاعر عالية فأنت بحاجة إلى أن تحب ذاتك لرفع ذبذباتك.
• في نهاية اليوم تخيل وجهتك المثالية
اعمل بنية محددة وواضحة المعالم و التفاصيل، و فعل هذا التخيل أثناء التأمل تصور نفسك في المكان الذي تريد أن تكونه.
في الختام أنوي لكم جميعا نوايا محققة بإذن الله تعالى
ناماستي
الاجابات