كن نفسك ” اليوم 2“

شارك المقال:

كنا تحدثنا في المقال السابق ان مشاعرنا التي نشعر بها هي النتيجة المباشرة لأفكارنا و كيف أن المشاعر لها تأثير مباشر في اتخاذ أي قرار، و البعض منا قد يخشى ظهور تلك المشاعر و يعمل على تجاهلها، في حقيقة الأمر المشاعر ليست مؤذية و مهما كان الأمر مؤلما أو مزعجا فإن المشاعر دائما ستمر مثل تأملك لسحابة في السماء، فأحيانا قد تكون وجود تلك المشاعر السلبية و الغير سارة بالنسبة للبعض منا أفضل بكثير من المعاناة من صداع أو أي ألم جسدي آخر، و مع ذلك فالكثير يخاف من وجود تلك المشاعر لدرجة أن هناك من يصف شخصا غاضبا بأنه مزعج أو حتى أنه غير طبيعي.. إلخ.

عندما نشعر بعاطفة غير مرحب بتواجدها في عالمنا فإننا نميل إلى مقاومتها بغرض عدم الشعور بها و نسيانها و دفعها بعيدا عنا بحيث لايتم ذكرها أو حتى التحدث عنها.

إذا كنت هذا الشخص الذي يحاول مقاومة هذه المشاعر طوال اليوم فثق أنها لا تختفي بطريقة سحرية عندما يتم تجاهلها على العكس من ذلك ففي لحظة من اللحظات غير المتوقعة ستظهر جميع المشاعر التي حاولت دفنها بعيدا عنك.

هناك بكل تأكيد أدوات للعمل عليها منها أداة الاستقبال
استقبال المشاعر و الترحيب بها و الفكرة في هذه الأداة هو أنه لا نجعل المشاعر الغير سارة التي تأتي إلينا تختفي بل العكس تماما نحاول أن نشعر بكل المشاعر عندما نشعر بتلك المشاعر و نتركها في حالة من السريان و القبول سرعان ما نتجاوزها بكل يسر و سهولة لأننا سمحنا لها بالمرور دون أية إعاقة منا لها.
و للقيام بذلك أولا نحن بحاجة إلى التعرف على مكان المشاعر في الجسد، لأن تلك العاطفة تكون مصحوبة بإحساس جسدي مثل الشعور بضيق في الحلق أو توتر في الوجه أو تسارع في النبض… إلخ ،ثم تبدأ في محاولة فهمها بشكل أفضل من خلال وصفها هل لها لون، شكل، مادة؟ هل يمكنك أن تعطيها اسما؟
من خلال القيام بذلك يبدأ الشعور بالتلاشي بدلا من اكتساب الزخم، و من المهم أن تتذكر أن هذه ليست مشكلة يجب حلها، إذ يفضل الكثير على أن تلك المشاعر التي تعتريه هي مشكلة يجب حلها و من هنا تبرز له صعوبة في تركها و التخلي عنها و للتغلب على هذه الصعوبة هو أن تكرر في ذهنك العبارة التالية عندما تبدأ مشاعر في الظهور ( هذه ليست مشكلة يجب حلها و لكنها عاطفة يجب الترحيب بها )

هذه العبارة تعمل على إعادة التوجيه و الاتصال بالذات و بالتالي تستطيع إدارة و فهم المشاعر بكل هدوء.

الترحيب بالمشاعر يعتبر من الشروط الأساسية قبل أن نبدأ في التفكير، فالمشاعر هي النتيجة لأي فكرة نفكر بها مثال:

لنأخذ موقف يمثل مشكلة بالنسبة لنا و نبدأ في القيام بكتابة كل الأفكار و هذا يعني أننا نكتب كل ما نفكر فيه حول هذا الموقف بدون أن نفرض على أنفسنا أي رقابة ذاتية ثم نختار فكرة تنبثق من هذا التيار و ننشئ النموذج

( كلنا يعرف و سمع أن الأفكار تصنع المشاعر و العقل يوجه الجسم بناء على ما نعتقده و لكن معظمنا يعزو مشاعرنا إلى ظروفنا و ينسبها له )

مثال :
أنت متضايق و منزعج لأن س من الناس لم تعاود الاتصال بك، أنت هنا تنسب الشعور الذي تشعر به إلى شيء يحدث خارجك، مثل شعورك بطقس لا تحبه و هذا يعني أنك لا تستطيع التحكم به وأنت منزعج بسبب طريقة تفكيرك أو أفكارك.

ظرف + عاطفة + شعور + سلوك = نتيجة

في كثير من الأحيان نضع أنفسنا في الكثير من المقاومة و المشاعر السلبية تجاه الأشياء التي لا نريد في الواقع أن نشعر بالسوء حيالها لذا ما يمكنا القيام به هو إلقاء نظرة على ما نفكر فيه و نبدأ في تغيير أفكارنا حتى نشعر بتحسن.

في بعض الأحيان تكون المشاعر قوية جدا لدرجة أنه يبدو من المستحيل السماح لها بالترحيب، تتمثل مهمتنا هنا في هذا الوضع هو بأن ننزوي مع انفسنا في مكان لوحدنا لمدة 10 دقائق و السماح لهذا الشعور بالتواجد و ثم التخلي عنه إما بالتحرك أو التحدث أو الصراخ.

لذلك من المهم أن نعي أنه عندما نشعر بأي شعور فهذا يأتي من أفكارنا، مما يعني أنه اختيار و قرار و غالبا ما يكون بغير وعي.

تمرين اليوم :

في المرة القادمة التي تواجهك فيها مشاعر غير لطيفة و غير سارة ابدأ بملاحظة مكان تواجد هذه المشاعر في جسمك ثم صف الأمر في ذهنك بهدوء و بدون أية مبالغة ثم اختر ذكرى لك تكون فيها مشاعرك إيجابية و رائعة مثل تناولك لشيء تحبه و حاول أن تستشعر هذه المشاعر في جسدك و تستبدلها بتلك السلبية.

تذكر أن تختار مشاعر متعمدة و إيجابية تعمل على تحفيزك في الحياة أكثر.

ناماستي 💚

شارك المقال:

الاجابات