فهم النفس عبر الأحلام

شارك المقال:

يعمل اللاوعي كمخزن هائل لكل التفاصيل و الخبرات التي تراها و تختبرها و تتعامل معها يومياً، و يسجل به مختلف ردود الأفعال و المعتقدات تجاه مسائل الحياة المختلفة، و بتعديل و علاج المعتقدات والأنماط التي يحملها الشخص في لاوعيه، تنفتح له العديد من الوسائل و الإمكانيات التي تيسر عليه التعامل مع مختلف المصاعب الحياتية.

الطريقة التي يمكن للجميع استعمالها للتواصل مع اللاوعي و التي لا تتطلب الإلمام بتقنيات تأملية معقدة هي الأحلام، فيمكن للجميع ببساطة تحقيق ذلك الإتصال عبر تذكر الحلم.

لا يتمكن البعض من تذكر أحلامهم و نادراً لو تذكروا شيئاً، و يعود ذلك لعدة أسباب :


1- الإنشغال المفرط في الحياة اليومية :

يميل الأشخاص الذين يتعرضون لضغوطات كثيرة إلى نسيان أحلامهم، فتركيزهم دائماً منصب على جدول يومهم، و غالباً ما ينهضون من نومهم بحالة انتباه زائد مع أفكار حول ما سيحدث خلال اليوم.
الأصح و الطبيعي هو أن ينهض الشخص بحالة من الصفاء الذهني و التي بدورها تحافظ على وجود جسر يربط بين اللاوعي و الوعي، و بذلك يتمكن الشخص على الأقل من تذكر الكثير من تفاصيل الأحلام قبل النهوض من سريره و غالباً ما سينسى التفاصيل لاحقاً لكون حالة العقل الواعي ستكون هي السائدة، إلا أنه يمكن استعادة هذا الجسر إذا ما مارست تأمل بسيط عبر مراقبة التنفس، و ستعود بعض تفاصيل الحلم إليك.

2- اضطراب الحالة النفسية

غالباً ما يترافق مع اضطرابات الأفكار و المشاعر نسيان للأحلام نتيجة انشغال الذهن بأفكار مشتتة، و هو ما يؤدي لتحميل زائد على شاكرات الجبهة التي تلعب دوراً هاماً في تنظيم الأفكار و استقرارها.

قد يترافق مع هذا النوع من الأشخاص شعور بألم أو ضغط بالجبهة، عدم قدرة على التركيز، تشتت، أو مشاكل بالتذكر، في تلك الحالة يلزم على الشخص تعلم كيفية الحفاظ على استقراره الداخلي حفاظاً على سلامتة الجسدية و النفسية على المدى الطويل.
ينصح بدراسة تلك الدورة المجانية و تطبيق تدريباتها لاكتساب المهارات الأولية للإسترخاء و تصفية الذهن. اضغط هنا.

الأحلام و فهم حاجات النفس


تأتي أهمية الأحلام في كونها تنبع من اللاوعي، و اللاوعي بطبيعته يحمل كافة الذكريات التي مررت بها و التي بدورها تؤثر على سلوكياتك اليومية سواء أدركت ذلك أم لا.

ستلاحظ في أحلامك ظهور أشخاص أو أحداث ربما أزعجتك في فترة ما من حياتك، و تأتي تلك المواقف ليخبرك اللاوعي عبرها أن لديك تلك المشكلة أو هذا الخلل لتعيد النظر فيه و تصححه، و يمكنك أن تعتمد على الحلم في تلك الحالة كمؤشر لمعرفة مدى تطورك في مسألة معينة، فمثلاً إذا كنت تعمل على علاج علاقتك مع شخص ما أو شفاء عواطفك من موقف معين، و شعرت بعد فترة من العلاج أنك صرت بحالة جيدة، ثم أتاك حلم يذكرك بالموقف أو العلاقة التي عملت عليها و وجدت أنك لازلت تشعر بنفس المشاعر السلبية التي سبق و شعرتها في الماضي، فهذا يعني أنك لازلت بحاجة للعمل أكثر على نفسك أو أن هناك نقطة تجنبت العمل عليها.

يمكن أن تعمل الأحلام كعالم موازي تفرغ فيه طاقتك المكبوتة كالحزن و الغضب، و ستشعر بعد الإستيقاظ بأحد الأمرين :
1- إما أنك ستشعر براحة كبيرة لأنك فرغت مشاعرك كما أردت تماماً.
2- أو ستشعر بأنه لم يكن هناك داعي لتفريغ المشاعر بتلك الطريقة.
و في الحالتين ستكون قد تحررت من حمل كبير أثقل كاهلك و بطريقة جديدة و غير مألوفة.

أيضاً ستلاحظ الكثير من المعتقدات أو العادات المكبوتة التي كبتها المجتمع فيك و التي يسعى لاوعيك لإخراجها لكي تتعامل معها بأريحية داخل بيئة الحلم، قم حينها بتفريغ تلك المكبوتات و مارسها بالطريقة التي يريدها جسدك، كن حراً و تحرر فأنت الآن في بيئة غير مقيدة و تساعدك على اختبار كل شئ بأريحية مطلقة، و بناء على النتائج التي ستحققها بحلمك ستكون قد أزلت الكثير من الأمور و حللت الكثير من المشاكل.

توجد العديد من الدورات التي من شأنها مساعدتك على اكتساب ميزة الأحلام الواضحة و تسهل تذكرك لها، يمكن الإستفسار عنها عبر معرف التليجرام التالي : اضغط هنا.

شارك المقال:

الاجابات