الخوف من الوحدة

شارك المقال:

يعتبر الخوف من العواطف الأساسية، وهي جزء من آليات البقاء الخاصة بنا، حتى لو لم يكن هذا الخوف يمثل تهديدا بالنسبة لنا إلا أنه لا زلنا نشعر ببعض المخاوف مثل الموت، الفشل، المستقبل، التغيير و الخروج من منطقة الراحة… إلخ.

و اليوم سنتحدث عن نوع من الأنواع الشائعة للمخاوف وهو الخوف من الوحدة لما له من تأثير على العلاقات و كيف يؤثر هذا الشعور في اتخاذ القرار في أي علاقة نحن بصددها.

مثلا البعض قد يخاف أو يخشى ماذا لو ترك هذه العلاقة و انفصل عنها و لم يجد شخصا آخر؟
ماذا لو قام بهذا العمل و لم ينجح فيه؟

على الرغم من أن القرارات يجب أن تكون مدفوعة بطابع و دوافع و تطلعات و رغبات شخصية خاصة جدا إلا أن البعض قد يحافظ على علاقات لا تعمل مع وضع مبررات يعمل على تطويرها و إنشاء ها لتتناسب مع رغبته بالبقاء مثل : لا استطيع الانفصال عن هذا الزواج لأجل أولادي، أعتقد أني أنا من لا يفهمه.. إلخ أيا كانت تلك التفسيرات و المبررات التي قد يتوهم البعض بأنها حقيقية إلا أنها كفيلة بأن تتخذ القرارات الحاسمة للشخص بدلا عنه و تركها تتحكم في حياته.

و لكي نسيطر على الخوف من الوحدة فنحن بحاجة إلى التعلم و التعرف على هذا المصطلح وفهمه أكثر.

و الخوف يرتبط في الأصل بعدة عوامل و بكثير من العواطف التي إذا ما فهمها الشخص سيعرف كيف يعمل على إدارتها، مثل :

•الخوف من الفشل
وهو متعلق بالسعي الشديد نحو الكمالية و الإفراط في تحمل المسؤولية، إذا لا مفر من أن يشعر الشخص بكمية لا بأس بها من المشاعر عند مواجهة علاقة لا تعمل و اتخاذ قرار بانهاءها أو محاولة إعادة إصلاحها، و من جملة هذه المشاعر، الشعور بالذنب أو جلد الذات أو الغضب أو الشك أو القلق أو الخوف من المستقبل أو الحزن.

من المهم جدا معرفة كيفية إدارة هذه المشاعر و فهمها بحيث يكون القرار مسترشدا بالأهداف و التطلعات المستقبلية.

و من يحدد اتخاذ هذا النوع من القرارات في كيفية إدارة المشاعر و العواطف المرتبطة بهذا هو الكمالية و السعي نحو المثالية بحيث تجد الشخص يبرر لنفسه أنه لو اتخذ سلوكا مغايرا أو قام بشيء مختلف أو لو عرف أن هذا سيحدث أو كان عليه بذل المزيد من الجهد أو لو لم يقم بذاك الأمر هذه بعضا من تلك الأفكار التي ترتبط بهذا الأسلوب المتطلب ذاتيا في طريقة تعامله مع الأحداث، متناسيا أن العلاقة هي تفاعل دائم وثنائي و يتطلب التوازن.

•الخوف من كلام الآخرين
أثرت العديد من العوامل الاجتماعية و الثقافية بشكل كبير في خلق نماذج و قواب نمطية لتحديد ما هو مقبول و غير مقبول.

من هذه التأثيرات هو اعتقاد البعض أنه في حال بلوغه سنا معينا و لا زال أعزبا و لم يجد شريك مناسب أو كون أسرة فهو مختلف عن الآخرين أو قد فشل في حياته ناهيك عن مشاعر الحزن و الخوف من البقاء وحيدا.

و طبعا يختلف الخوف من أنثى إلى رجل في هذا الخصوص و أيضا المشاعر لكلا الجنسين و طريقة نظر المجتمع إليهما.

أيضا هناك الخوف من الالتزام و إيجاد الأعذار للبدء بالهروب مما قد يزيد من مشاعر الوحدة.

•الخوف من الهجر و الفقدان
هذا النوع من المخاوف يرتبط ارتباطا وثيقا بالتعلق قد تكون تلك المشاعر مبنية على أساس هش و ضعيف و غير صحيح، مثل : أن يتعلق بشخص بآخر بناء على صفة أو سمة أو للشعور بالأمان أو الارتباط بشريك فقط للشعور بالمزيد من مشاعر الأمان أو بسبب الخوف من أن يظل وحيدا طوال حياته.

و الخوف من الوحدة يعمل على عدة مفاهيم خاطئة منها :

• الأفكار الكارثية للسيناريو الأسوأ، مثل : لن أجد الشخص المناسب
• المعتقدات المبنية على كل شيء أو لا شيء بما يخص العلاقات، مثل : الزواج هو السبيل الوحيد للخروج من الوضع الذي أنا فيه أو الزواج هو الحل الوحيد للشعور بالسعادة
• الأفكار المتعلقة بتحميل المسؤولية على الذات ، مثل : إذا فشلت هذه العلاقة فذلك هو خطأي، أو كيف يمكنني أن أجعل هذه العلاقة تعمل
• المعتقدات الاستباقية أو إصدار الأحكام المسبقة و التي تتعلق بأنفسنا أو بالآخرين، مثل : لن أعرف أتعامل مع نفسي إذا ظللت وحيدا بقية عمري

تقنيات للتغلب على الخوف من الشعور بالوحدة :

  1. المرونة
    تعلم كيف تجعل أفكارك أكثر مرونة و لا تقبل المعتقدات المكتبة و الأفكار و الآراء من الآخرين كحقيقة ثابتة بل تعلم كيف تشكك في تلك الأفكار و تتبنى أفكار صحيحة و بناءة.
  2. حدد مخاوفك
    هي الخطوة الأولى للتغلب على جذر المخاوف و فهم و معرفة أسباب ظهورها و كيفية مواجهتها.
  3. التفكير في المخاوف
    ما الذي تخافه و تخشاه أكثر عندما تكون بمفردك، و ماذا لو بدأت بمواجهة هذه المخاوف بدلا من تجنبها، هل ما تخافه صحيح أم مجرد أوهام ابتكرتها لنفسك و قمت انت بصنعها في عالمك.
  4. حدد أولوياتك
    خصص وقتا لانشطة الرعاية و الاهتمام بالذات عندما تبدأ بحب ذاتك بطريقة صحيحة تتلاشى الأوهام و لا يعود للخوف أي تأثير عليك أيضا نحن في عصر السرعة مع توفر المعلومات بضغطة زر لذا اعمل على رفع وعيك أكثر.

5.التدرج في التحديات اليومية
ضع لك تحديات و إنجازات تساعدك على إدراك التقدم و الاحتفال بإنجازاتك حتى لو كانت تحيط بك مشاعر من الخوف كن مثابرا و مقداما و تشجع في مواجهة المخاوف و الخروج من منطقة الراحة.

  1. اطلب المساعدة
    إذا اكتشفت أن الخوف لا زال يؤثر على يومك فلابد من طلب المساعدة و بإمكانك أخذ استشارة مع مدربي أكاديمية العلاج الروحي المستقبلي لعلوم الطاقة و تطوير الذات أو الالتحاق بدورة ريكي الذهب لعلاج المخاوف.

للاشتراك و التسجيل في دورة ريكي الذهب
https://sphfuture.com/courses/gold-reiki/

شارك المقال:

الاجابات