
إرشادات لتجاوز معيقات التطور الروحي
نواظب دائماً على عدة تقنيات و تأملات لغرض شفاء أنفسنا و فتح سبل الإرتقاء لمستويات أفضل من الوعي لنحيا حياة متكاملة تناسب رغباتنا، قد تشعر أنك عالق في نقطة ما من تطورك منذ مدة طويلة، أو تشعر بوجود مشكلة سواء طاقية، أو فكرية لا تزول بالسرعة الكافية رغم استخدام ما يكفي من التأملات و التقنيات العلاجية.
كثيراً ما أتعرض لتلك الأمور من وقت لآخر و ارتأيت أن أكتب لكم خلاصة تجربتي لتكون مفتاحاُ للنور لسائر السائرين.
لا تتعلق بنتيجة
يعمد بعض الممارسين إلى تقييد جهودهم التدريبية تجاه اكتساب مهارة طاقية أو التحرر من أحداث داخلية متكررة دون غيرها، أو جذب شئ ما.
ليس هناك خطأ في أن تبحث عن التطور أو التحرر أو الجذب، لكن قيامك بالتفكير المفرط في جانب واحد سيمنعك من رؤية جوانب أخرى لابد من العمل عليها لتكتسب مرادك النهائي.
مثلاً، قد يركز ممارس على شفاء مشكلة في شاكرات قلبه و يركز على فئة التدريبات المتعلقة بشاكرة القلب دون غيرها، إلا أن النتيجة لا تكون مرضية بشكل كافي رغم مرور الزمن.
يحدث ذلك لكون الممارس ينسى بين الحين و الآخر أن كافة الشاكرات مرتبطة معاً في الخصائص و الوظيفة بشكل لا يتوقعه، فربما ما تسعى لشفاءة يكمن جذرة في شاكرة أو عضو غائب عن ذهنك.
إذن نصيحتي الأولى لك هي ألا تستخدم العقل أكثر من اللازم و إلا لن تفهم كيف يأتي التطور الروحي بالصمت.
لا تتوقع نتيجة
قد يعتاد الممارس على نتائج معينة أثناء تمارينه أو يعتقد خطأً أنه وصل لقمة النتائج المتوقعة من تدريبات معينة، تمسك الممارس بما اعتاد عليه يقود إلى حدوث فجوة في النتائج و يتعطل تطور الطاقة الداخلية للممارس لكونه أسس معتقد عن الشكل المعتاد للتطور، و هذا يعيق التقدم ما لم يمارس الشخص الصمت من جديد ليفتح وعيه على كل أشكال التطور مرة أخرى.
في اللاتطور تطور
وصولك لحائط مسدود و شعورك بأنك فقدت بوصلة التطور الروحي رغم ممارستك الصحيحة لن يعني أنك بحاجة لتقنيات خارقة لتعبر لضفة أخرى.
تأتي تلك المرحلة عندما تحتاج لفهم ما اكتسبته و فهم ما تمر فيه بشكل أفضل، فالتسرع لن يفيدك كما أنك تحتاج لفهم كل صغيرة تمر بها، فهناك بعض النقاط التي نتعمد تداركها رغم أهميتها الشديدة، و كثرة تراكم تلك النقاط هي ما ستستلزم من الممارس أن يعيد ترتيب النظر في كيفية معالجته لشئونه الداخلية.
عد هنا لممارسة الصمت و اكتفي به عن غيره حتى ترشدك ذاتك و اطلب المساعدة و العون و الإرشاد من رب العالمين و المعلمين الروحيين كل يوم و في كل ساعة ممكنه فهذا يختصر الكثير من الوقت الذي تحتاجه لفهم مرحلتك و العبور منها.
ظهور قدرات روحية و اختفائها
تظهر بعض القدرات الروحية لمدة من الزمن ثم تتلاشى و يظهر غيرها و هكذا، بعض تلك القدرات تثير الأعجاب و نحب التعامل معها إلا أنها تزول تدريجياً، ليس عقاباً و إنما رحمة لنا لا ندركها إلا في وقتها.
أذكر أنه في فترة ما كنت أتمكن من رؤية الأشياء في الظلام الدامس و استمتعت كثيراً بقضاء وقتي مع تلك القدرة، لكنها بدأت تضعف تدريجياً إلى أن صارت قليلاً ما تأتي، و إن أتت تمكث لثوان و تذهب، مع الوقت تعلمت كيف استغل فترة الليل في الصلاة و التأمل و ممارسة طرق العلاج الذاتي، بل و أبدعت في اكتشاف خبايا التقنيات التي تعلمتها و كيف أن بها جوانب شفائية و إرشادية عظيمة لم أكن لأذق التطور من دونها.
أحياناً لابد من تفاقم الظلام
أحياناً يجب على الممارس أن يخوض تجارب تبدو له سيئة و صعبة كأمراض أو ضغوطات فكرية و عاطفية مختلفة الشدة، إلا أن تطور الخلل يقود وعي الممارس لمعرفة أين جذر المشكلة، فأحياناً لا يدرك الممارس أنه ملئ بالحزن الشديد إلا بعد أن تظهر أعراض مرضية في الكبد، و بعض الممارسين لا يدركون مدى خطورة القلق و التوتر إلا أن بعد أن يصابو بمشاكل انزلاق الفقرات، و البعض الآخر يهمل ممارسة الرياضة بعد التأملات فيصاب باحتقانات كبيرة في مساراته، كل ذلك لا بأس به فهو ضروري لصقل ما تعلمناه كما أننا نتمكن من العودة لنقطة الشفاء بشكل أسرع نتيجة قدرتنا على ادراك مواطن الخلل المختلفة.
توجه لخالقنا بقلبك
توجه لخالقنا و كلمه بلسانك أنت و بقلبك و اترك لدقائق الكلمات التي تعلمتها في الدعاء ليس لأنها لن تجدي، بل لأننا صرنا نثرثرها دون أن نشعر بها و هذا أفقدنا لذة التواصل القلبي مع رب العالمين، توجه إليه بلسانك و حدثه عن ما ترغب و اطلب النصح و الإرشاد و ستندهش من أن الرد يأتيك بسرعة عندما تناجي بقلبك.
اعجبتني مقولة ناجي ربك بقلبك
شكرا لك
عفواً بالتوفيق يا رب