الحليب ومنتجاته
الحليب هو طعام الطفل بعد ولادته ، طعام صغار البقر والغنم وجميع الحيوانات ، إذن هو رزق الله الطبيعي للصغار الذي يحتوي كل ما يحتاجه الرضيع من إنسان وحيوان من فيتامينات ومعادن لنموه.
بالنسبة للإنسان بعد عمر السنتين يكون الطفل قادراً على الأكل والشرب وليس بحاجة للحليب.
وكذلك الحيوان بعد أشهر قليلة يعتمد على المرعى ولا يستمر بالرضاعة.
إذن لماذا نستمر بإعطاء الحليب لاطفالنا بعد السنتين وحتى للكبار ؟
يتكون الحليب من مادتين رئيسيتين هي
الكازايين: هي مادة بروتينية تزود طفل الإنسان والحيوان البروتين الضروري له.
نستطيع فصل هذه المادة البروتينية عن الحليب بإضافة مادة حامضية كالخل وبكمية قليلة فتنفصل المادة البروتينية عن الحليب.
فنستطيع الإستفاده من هذا البروتين كطعام بروتيني لكنه عسر وبطيء الهضم ، لهذا يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.
فنرى أغلب الناس يلاقون مشاكل في القولون وعدم راحة عند تناولها بسبب مركبها المعقد فتُتعب جهازنا الهضمي.
يوجد في جدار الأمعاء الدقيقة شعيرات دقيقة الحجم كالزغب لتعمل على امتصاص الطعام القادم من المعدة والذي ينبغي أن يكون مهضوماً جميعه هضماً كاملاً وأصبح سائلاً سميك القوام.
لكن ومع الأسف أغلب الناس يصل طعامهم إلى الأمعاء الدقيقة بدون أن يُهضم هضماً كاملاً ، لسرعة الأكل وعدم المضغ الجيد وخلط الطعام الخطأ وأيضاً وعلى الأغلب نقص في حامض المعدة.
فعندما يصل الطعام غير مهضوم بصورة كاملة تقوم البكتيريا الموجودة قي الأمعاء بتفكيك هذا الطعام الغير مهضوم ، ويتعفن البعض الآخر من الطعام ويتخمر فينتج عن هذا غازات ، لهذا السبب نشعر بالنفخة والغازات والضيق وعدم الراحة. الطعام الغير مهضوم سيسبب مشاكل في الأمعاء فيسبب ثقوب دقيقة في جدار الأمعاء ، فيتخلل جزء من الطعام الغير مهضوم من جدار الأمعاء من خلال الثقوب إلى الدم.
هذا يسبب أمراض كثيرة وخطيرة بسبب وصول طعام غير مهضوم إلى الدم يسمى ب (ارتشاح الامعاء) .
وأسباب أخرى كثيرة من الطعام المعلب والسريع والمواد الحافظة والمواد الكيمياوية في الخضر والفواكه والتعديل الجيني وطريقة أكلنا للطعام وغيرها من الأسباب.
فيجب أن نبدأ مع الخطوات الأولى وهو مضغ الطعام والأكل ببطئ. فعند سوء الهضم ينتج عنه سوء امتصاص وارتشاح الأمعاء وأمراض كثيرة. لهذا نرى كثيرا منّا يعاني من نقصان بعض الفيتامينات والمعادن بسبب سوء الامتصاص.
الشخص هو الذي يستطيع الحفاظ على صحته من خلال طعامه وطريقة تناوله له واختياره لنوعية الطعام بل وحتى المشاعر والإحساس الذي يتمتع به الشخص أثناء تناوله للطعام.
وشرب السوائل أثناء الطعام تسبب مشاكل هضمية.
أما المادة المتبقية من الحليب فهي تسمى (مصل اللبن) وتكون سهلة الهضم والامتصاص ولا تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي . يتناوله الرياضيين غالباً لبناء العضلات لأنه سهل الهضم والامتصاص.
اللاكتوز: وهو سكر طبيعي يعطي للحليب الطعم الحلو نوعاً ما ، ولاعطاء الطاقة الكافية للطفل الرضيع.
اللاكتوز هو ثنائي ، أي يتكون من جزيئين ؛ الكلوكوز، وجزيء الگلاكتوز.
يتواجد هذا السكر في الحليب فقط وهو صعب الهضم ، لأن الأنزيم الهاضم له يُنتَج في الامعاء الدقيقة فقط ، في الجدار المبطن لها وهو أنزيم (اللاكتيز).
هذا الأنزيم يقل افرازه مع تقدم العمر للأسباب التي ذكرتها مسبقاً حول عاداتنا الخاطئة في تناول الطعام و الأطعمة المعدلة وراثياً والمواد الحافظة … إلخ ، والسبب الآخر أن هذا الأنزيم يُفرز بكمية كافية بعمر فترة الرضاعة لأن الخالق هيأ للانسان كل أسباب الصحة ، ويقل افرازه مع تقدم العمر.
عندما يُهضم اللاكتوز سيتحول إلى سكر أحادي لكي يُمتص بسهولة لأنه لا يمكن امتصاصه وهو بحالة ثنائيي الجزيء. وبسبب قلة أنزيم اللاكتيز فسوف لا يُهضم بصورة كاملة فيتحلل الغير مهضوم منه بفعل البكتيريا الموجودة في الأمعاء وينتج عن هذا التحلل غاز ثاني اوكسيد الكاربون وهذا يسبب للشخص بنفخة وغازات وعدم الراحة.
لهذا السبب أغلب الناس يتضايق بعد شربه للحليب، ولا ينزعج الطفل الرضيع لوجود هذا الأنزيم بصورة كافية. المشكلة أن الأمهات يستمروا بإعطاء الطفل بعد عمر السنتين الحليب ولسنين طويلة وهذا يسبب باستنزاف الكثير من أنزيم اللاكتيز ومع الوقت يقل افراز هذا الأنزيم. لم نرَ بقرة أو جدي بعمر السنة يرضع ! فقط نحن البشر تبرمجنا على ما نراه من دعايات التلفزيون ونحسبه صحيحاً ، لكن الهدف تجاري.
مادة الجبن تسبب لكثير من الناس مشاكل هضمية والسبب الأكبر يعود للمادة المجبنة (نفحة الحليب) ، وهي مادة كيمياوية مصنعة وتكون صعبة الهضم. وكلما تقدمنا بالعمر يكون هضم الحليب ومنتجاته أصعب لقلة الأنزيم الهاضم له.
اللبن يكون أسهل هضماً من الحليب والجبن لاحتوائه على البكتيريا النافعة ، لأننا بعملية صنع اللبن نضيف القليل من لبن قديم إلى الحليب الدافيء لكي تتكاثر هذه البكتيريا وتتغذى هذه البكتيريا على سكر اللاكتوز الموجود في الحليب وبهذا لا يعود موجوداً السكر الذي يسبب لنا مشاكل في الجهاز الهضمي. لهذا السبب نرى أنواع من الحليب منزوع اللاكتوز الذي يقبل على شرائه الكثير من الناس من يعتقدون أن لديهم بما يسمونه (حساسة اللاكتوز).
أنصح لمن يحب شرب الحليب أن يشرب حليب مستخرج من جوز الهند أو اللوز أو الشوفان أو الرز أو غيرها من المكسرات ، ويمكن عمله في المنزل أو شرائه.
المشكلة أن الحليب الحيواني يسبب إدمان بسبب مادة الكازايين البروتينية والتي تؤثر على دماغ الإنسان لهذا نرى من الصعوبة ترك الحليب ومنتجاته ولا يستطيع الشخص تناول طعام الفطور خالي من أحد منتجات الحليب خاصة الجبن.
لو اضطررت لتناول الحليب أو أحد منتجاته انصح بحليب الماعز لأنه أسهل هضماً وتركيباً من حليب البقر ، وحتى لإرضاع الطفل منه إذا أضطُرت الأم بسبب مرضي أو غيره من الأسباب.
حليب الصويا المستخرج من فول الصويا لا أنصح بشربه باستمرار خاصة للنساء لاحتوائه على هرمونات بصورة عالية بسبب التعديل الجيني ، وإن أحببنا شربه فلا يتعدى عن المرة الواحدة في الشهر .
أود الإشارة هنا إلى المرض المسمى ب (حساسية الحليب) والذي من أعراضه تكاثر البلغم في الجهاز الهضمي ، السعال والكحة ، الربو والربو التحسسي ، سيلان الأنف وتهيجه وتهيج في الأنف ونزلات البرد المتكررة. عندما ينقطع عن أكل منتجات الحليب ستنتهي كل هذه الأمراض بعد يومين. تحسس فصل الربيع سببه أيضاً الحليب ومنتجاته.

تناول الإنسان للحليب البقري باستمرار قد يكون له أثر سلبي متراكم ، بل يمكن اعتباره غذاء غير صحي بالمرة.
وقد تصدرت نتائج دراسة طبية استمرت سنوات أجريت في جامعة سويدية أظهرت أنّ تناول ثلاثة أكواب من الحليب يومياً أي ما يقارب 700 ملليلتراً قد يزيد من نسبة الوفاة المبكرة وسبق هذه الدراسة العديد من الأبحاث العلمية المتميزة التي أكدت أن هناك مخاطر حقيقية من تناول الحليب.