ذاكرة الجسد

شارك المقال:

منظر يخطف الأنفاس ، غيمة ماطرة ، رائحة عطر، مكان رائع كلها أحداث و ذكريات لا زال لها طعم لا ينتسى، وهي بعض من تلك اللحظات التي يتم حفرها ميكانيكيا على القرص الصلب للذاكرة الخاصة بنا، هذه الذاكرة الفكرية موجودة في جزء واحد من دماغنا، بينما جزء آخر منها يضم ذاكرة غير واعية و هو مايسمى بذاكرة الجسد.

هذه الذاكرة الجسدية هي مظهر من مظاهر الصدمات التي تعرضت لها إحدى العضلات أو خلايا الجسد حيث يكشف لنا الدماغ عن وجودها في لحظة من لحظات حياتنا.

و الجميل في الأمر أنه يمكننا العمل على ذاكرة الجسد مما يمكننا من تخفيف تلك الآلام الجسدية التي قد لا يعرف الطب لها علاج، إذ أحيانا قد يكون السبب يعزى إلى صراع في النفس للتعبير عن الداخل، أو إلى صدمة طفولة ( امراض نفسية جسدية ) تلك التي ترتبط فيها ذاكرة الجسد بالعقل و الشعور.

ذاكرة الجسد أو ذاكرة الشعور هي تلك الأشياء التي اختبرناها و لكنها غير متواجدة في طليعة الوعي الروحي الخاص بنا ، والذي قد تكون تلك الذكريات أحيانا متواجدة في العمق و يكون من الصعب أن تكشف عن نفسها لنا إن لم نسعى إلى اكتشافها بأنفسنا.

فالجسم يمتلك القدرة على تسجيل كل الأحداث التي يمر بها من مرحلة الجنين و في جميع الأوقات تسجل عددا لا نهائيا من الانطباعات الحسية و الجسدية التي لا ندركها و تؤثر علينا، مثل أن تمر بذكرى معينة قبل النوم و مع كل مرة تذهب فيها للفراش فإنك تتذكر تلك الذكرى و تمر بنفس المشاعر كل ليلة.

وفي كثير من الأحيان يتم محو الذكريات بشكل كامل أو بشكل متوسط و ذلك من أجل الحماية الذاتية.

الرياضة و التحدث و التواصل و تسمية الأشياء و التعبير عنها كلها أدوات تساعد في إطلاق العواطف و المشاعر المخزنة و من الأفضل تكون تحت إشراف مدرب خبرة، فهذه العملية تساعد على التعرف على ذاتك بشكل أكبر و أيضا لتكون قادرا على قلب الصفحة نهائيا من حياتك حول الحلقات المؤلمة التي تعيشها بشكل متكرر.

و وفقا لنظرية ويليام رايش فإن العاطفة المكبوتة دائما ما تكون مصحوبة بتصلب في العضلات و هو ما يسميه بالدرع العضلي الجسدي لذلك فإن الجسد سوف يتبع الجروح العاطفية، مثلا :

الشخص الذي لم يكن قادا على تلبية رغباته الأساسية سيكون عرضة لأن يصاب بتوترات عضلية عميقة، سيجد مثلا ارتفاع في ضغط الدم مما يتعين عليه أن يكون مستمعا جيدا الى جسده من أجل تخفيف التوترات الجسدية و بالتالي العمل على الحالة النفسية.

تذكر أنه بإمكانك محو أي صدمة أو جراح لديك من خلال تقديم العناية و الحب لنفسك و الاهتمام باحتياجاتك الأساسية.

ناماستي

شارك المقال:

الاجابات