
تقنية دفتر اليوميات
كنت قد تحدثت في إحدى مقالاتي عن إحدى الأدوات الروحية و الذي كان بعنوان أطلق العنان لمشاعرك وتقنية صفحات الصباح والتي لمس الكثير ممن طبقها فوائدها واليوم سنتحدث عن أداة مشابهة لها أيضا من حيث الفوائد و للإطلاع على المقال السابق
أطلق العنان لمشاعرك مع تقنية صفحات الصباح
التعريف بالأداة و أدواتها :
هي عبارة عن ممارسة و تطبيق و عادة من العادات اليومية، بمثابة موعد و لقاء مع ذاتك تتعرف فيها على نمط أفكارك و مشاعرك، و شخصيتك و من تكون في العمق، بمثابة سجل يومي تسجل فيه كل مايجري من أحداث يومية حصلت في اليوم نفسه أو في أيام سابقة أو حتى مستقبلا، كما أنك تستطيع كتابة رسائل لأشخاص تود اخبارهم بما تريد.
تعتبر هذه الأداة بمثابة خلق مساحة آمنة لتكون مع ذاتك تتحدث و تكتب فيها بكل راحة عن كل شيء حتى وإن كنت تخجل من قول وكتابة بعض الكلمات لابأس بذلك ففي البداية قد تصاحبك مشاعر الخوف من أن أحدا قد يكتشف أو يعرف ما تكتبه في دفترك وهذا الشيء طبيعي، بمرور الوقت ستتلاشى هذه المخاوف و ستبدأ بالكتابة كما لو أن ليس هناك رقيبا عليك و ستنطلق و ستكتب كل ما تريده بمثابة تفريغ للذهن.
ستبدأ و ستغرم بهذه الأداة و ستكتشف معها بعدا رائعا في داخلك، خاصة إن أنت هيأت الظروف المناسبة و الاستعداد النفسي للممارسة و الالتزام بها كل يوم.
ومثل كل أداة فقد تتنوع الأدوات المستخدمة من دفتر و قلم حسب نوع الاستخدام بمعنى أنه قد تخصص دفترا فقط للقيام بعملية التفريغ ولا شيء غيره ودفتر آخر قد تكتب فيه أهدافك و ما تريد تحقيقه أو دفتر للأحلام أو دفتر لتتبع عادة معينة، أو دفترا لتعلم لغة معينة أو لتحسين خط اليد أو دفترا للذكريات، و قد تضيف عليه رسومات أو توكيدات، ملاحظات، تأملات، صور، اقتباسات، مقتطفات من كتاب… إلخ.
ومن خلال القيام بشكل دوري كل يوم ستكتشف صوتك و عالمك الحقيقي و كذلك ستبدأ في الثقة في ذاتك أكثر، و الانطلاق نحو الحياة، ستتغير كليا إن أنت أتقنت فن الممارسة لمدة 30 يوم.
كما أن أهم شيء ليس فقط الفوائد و ما ستجنيه منها و لا الأسباب التي ستجعلك تحتفظ بدفترك اليومي، بل الأهم في ذلك هو حتى تتمكن من بدء هذه العادة و الالتزام بها و الاستمتاع بها و الشعور بالراحة عند استخدامك لها هي أسبابك الخاصة بك و الخطوات التي ستساعدك على الالتزام بها.
وهناك طرق كثيرة جدا للكتابة التي من الممكن أن تكون مفيدة بالنسبة لك، إذ عند خوضك لهذه التجربة ستعرف أي نوع يناسبك أكثر.
لذا فإن أول شيء سأقترحه عندما نتحدث عن الطرق للبدء بكتابة الأسطر الأولى هي أن تتعرف على سبب رغبتك بالقيام بذلك.
من هذه الفوائد :
- الكتابة كخريطة :
عندما نبدأ في عملية التغيير الذاتية حيث لا نعرف من أين نبدأ أو أين سنكون أو إلى أين سنتجه، هناك لحظات تصعب فيها الرؤية لدينا بوضوح، من عاش هذه الكلمات يعرف عن ماذا أتحدث إذ قد يكون صعبا فيها أن تمسك النقطة من المنتصف و تتعرف على ذاتك القديمة أو حتى المضي نحو الذات الجديدة.
من هنا تبرز أهمية هذه الطريقة إذ من الممكن أن يكون الدفتر بمثابة موجه يومي لك ليذكرك بأهدافك و ما الذي ستتركه وراءك ويكون مرجعا لك ليذكرك من تكون في هذه اللحظة.
سيكون ما تكتبه من غايات و تحقيق للأهداف و ما وصلت إليه بمثابة دليل و إرشاد لك في رحلتك الروحية.
- التواصل مع الحدس الداخلي
هذه البوصلة الإرشادية التي لدى كل واحد منا و التي أغلبنا يتناسى وجودها و لا يدرك أهميتها و يترك مساحة كبيرة جدا للعقل أن يسيطر و يهيمن بأفكاره الكثيرة، لذا فممارسة الكتابة تساعدك في الاتصال بداخلك، و بعمق جوهرك و بحكمتك الداخلية وفهم نفسك أكثر، كما تساعد ليس فقط في معرفة الإجابات بل لتدرك ما تخشى تجنبه و ما يؤلمك و ما يفرحك.
من المهم أن تكون صادقا مع نفسك عندما تكتب، فمع الاستمرار ستصل إلى عمق جوهر الروح و ستظهر لك الإجابة و ستسترشد بصوت الروح لديك.
- توسعة رؤيتك :
يسمح لك الدفتر و الكتابة فيه بشكل يومي برؤية الأمور من زاوية أخرى و بتوسعة نظرتك نحو الحياة، كما أنك ستتمكن من الخروج من دوائر التفكير المعتادة للتحرك بشكل أوسع و أكثر أهمية، إذا ما كشفت عن مخاوفك ستبدأ بتوسعة و معرفة أنواع المعتقدات التي تكمن خلف تلك المخاوف و من أين أنت و كيف بدأت مما يعطيك مساحة و رؤية شاملة لما يجب عليك أن تتخذه من خطوات و في ما إذا كان عليك أن تتمسك بتلك المخاوف و ما يكمن وراءها أم تبدأ بأخذ زمام أمورك و التحليق عاليا ما نفسك و البدء بخطوات جدية نحو ما تريد.
- إدارة العواطف و الأفكار :
عندما تبدأ بالكتابة كل يوم ستبدأ بعملية منظمة خاصة إن التزمت بها في نفس الوقت، ستتعرف من خلال عملية التنظيم الذاتية على إدارة و تنظيم أفكارك و مشاعرك، ستدرك شيئا فشيئا متى تكون تدور في حلقة مفرغة و كيفية الخروج منها بأمان، إذ عندما نكتب المخاوف و كل ما نفكر و نشعر به على الورق تتغير نظرتنا إليه و ندرك في الداخل نوعية الأنماط المتكررة معنا و نفهمه و نستطيع التعامل معه بكل أريحية.
من الممكن أن تضيف في دفترك او تخصص لك دفتر لكتابة ما يبهجك و تستمتع به في يومك، كما يمكنك أيضا إضافة الامتنان.
- إدارة الشك و عدم الثقة بالنفس :
من خلال هذه الأداة تبدأ في اكتشاف نفسك و احتضان ما تسميه تناقضات في شخصيتك و الشعور بعدم الأمان أو تلك اللحظات التي تشعر فيها بالاحباط و الحزن هنا يأتي دور عملية التفريغ و الكتابة لكل تلك المواقف التي تشعر معها بألم، عندما تبدأ في سرد هذه الأحداث تذكر أن كل ما تمر به ماهو إلا سحابة في سماءك و ستمر و ستختفي و كن رحيما و عطوفا مع ذاتك.
- تحسين الاتصال بذاتك و الآخرين :
توفر لك الكتابة كل يوم مساحة آمنة للتعامل مع ذاتك و ما ستكون عليه أحداث يومك من تحضير لمقابلة أو الالتقاء بشخص معين أو حتى توقع مواقف مخيفة، مما يساعدك بذلك بطريقة صحية و يسمح لك بالتعبير عن مشاعرك و ما الذي تريد ايصاله للآخرين.
- طريقتك الفريدة لرؤية العالم :
الكتابة بشكل يومي سيجعلك ترى العالم من زاوية فريدة خاصة بك أنت وحدك مما يساهم في وفرتك بشكل مبدع في أي مجال أو مشروع تخوضه.
- استكشاف الذات :
اليوميات كل ما تسجله و كل ما تكتبه هو بمثابة نقاط قوة تعمل على إضافة المزيد وصقل و نمو ذاتك و تعمل على تحسين نقاط الضعف و ستتعرف على التغيرات و تقدمك مع أهدافك، مما يسمح لك بالعناية بذاتك بشكل مثمر و فعال، كما أنك ستستعيد لحظات الفرح و السعادة و البهجة في حياتك، ستشعر بمشاعر الحماس كل يوم.
الاجابات