
مراجعة لكتاب الاستيقاظ في الشتاء للمؤلفة شيريل ريتشاردسون
لا تزال كتابة اليوميات إلى وقتنا الحالي تحظى بشعبية و اهتمام كبيرين و ذلك لما للكتابة من فوائد عديدة جدا.
إذ من الممكن أن تعزز هذه الممارسة المنظمة إلى الوضوح مع الذات و اكتشاف الإبداع لذى الشخص، فهذه الأداة رغم بساطتها و التي تتراوح مدتها حسب الوقت المتاح لدى من يمارسها الا ان لها أيضا انعكاس يومي مهم جدا على الصحة العقلية و النفسية و البدنية و توليد نوع آخر من العلاقة الحميمية في الداخل.
و من هذه الكتب الرائعة التي تتحدث عن اليوميات كتاب الاستيقاظ في الشتاء و التي تأخذنا المؤلف في رحلة معها من خلال كتابتها ليومياتها بطريقة إبداعية خالية من التصنع و الزيف و تنقلنا معها من خلال تجاربها اليومية في سلسلة من النصائح الخفيفة و المفيدة لمن يطبق ما تبثه نفسها فيه من الهامات و كلمات توقظ في الداخل شرارة البحث عن مدى روعة و جمال الحياة.
ورغم ان الكتاب في سرده الصريح يكشف لنا عن طريقة التعامل مع أحداث اليوميات إلا أن الكتابة شاركتنا عدة أسئلة لتثير في داخلنا المزيد من الإجابات و الاستفسارات و التي تجعلنا أن نقدر كل لحظة نعيشها.
مقتطف من الكتاب :
من تجنب موضوع الموت، اتخذت قرارا بالغوص فيه، اغلقت التلفاز و بدأت أفكر : كيف ستكون الحياة عندما أكون في الثمانينيات أو التسعينيات من عمري، إذا عشت كل هذه المدة؟ هل سأستمتع بصحة جيدة أو سأقضي أيامي مستلقية على كرسي منزلي للرعاية؟ من سيتعامل مع أشيائي عندما أموت – مذكراتي والبطاقات والرسائل التي خبأتها في صندوق خشب الأرز القديم في المرآب؟ هل سأعيش بعد مايكل وأفراد عائلتي؟ كم سيكون عمري عندما أغادر الكوكب أخيرًا؟
فكرت فيما كنت سأندم على عدم فعله قبل وفاتي، وخطر ببالي على الفور بعض الإجابات :
العيش بسلام في جسدي
جعل الجمال و الطبيعة أكثر أولوية في حياتي اليومية
أكون أقل دفاعا و أكثر انفتاحا على الآخرين
أكون أكثر وعيا بذاتي و أكثر جرأة في اختياراتي
هذه الأشياء تعكس ما كان دائما مهما للغاية بالنسبة للمؤلفة من خلال المغامرة الداخلية و الحماس لتطوير الذات و التحدي للتطور كشخص و البحث في الخبرات التي تساهم في التطور الروحي.
الاجابات