
كيف تحقق تطور روحي ثابت
لديك قاعدتين عليك الإنتباه لهما في طريق التطور الروحي، و هما الأفكار و التمارين.

التأملات و التمارين تعمل على تسريع إكتشاف المعيقات الطاقية و تسهيل طردها خارج الجسد، ثم شحن المراكز و الأعضاء بطاقة نظيفة لتحفيز المناعة و الحيوية العامة للجسد. مثلاً تقنية Sheihki Chiryo “تقنية علاج العادات” و تستخدم في مدرسة الريكي الياباني بغرض شفاء العادات السلبية و إنشاء عادات إيجابية جديدة، يقوم الطالب بتوجيه الريكي لمناطق معينة من الجسد، و تبدأ الطاقة العلاجية بالتوجه لجذور الخلل الذي صنع العادة السلبية، فتتحرر تلك الجذور و يكتسب الطالب عادات صحية جديدة.
كيف وصل الطالب للشفاء؟
العادات السلبية تحدث نتيجة تبني مجموعة مسلسلة من الأفكار و تكرار العمل بها إلى أن تصير جزء من الممارسات اليومية، مثل أن يعتاد الشخص على التدخين، أو التفكير بشكل متطرف حيال قضية ما.
التمسك بالتدخين ينشأ لعدة عوامل، لكن سنركز الآن على الدافع النفسي للبعض، البعض يلجأ للتدخين للشعور بالهدوء و تفريغ الذهن من ضجيج الحياة أو للهرب من مشاكل العلاقات، لنفترض أن الطالب لديه مشكلة في علاقته العاطفية و بدأ بتطبيق تقنية علاج العادات، ستبدأ الطاقة العلاجية بالدخول للمعيقات الخاصة بتلك المشكلة استعداداً لإزالتها خارج الشاكرات و المسارات.
عملية الإزالة ليست دائماً بالسهلة، حيث سيتذكر الطالب كل ما يتعلق بطاقة المعيق عند تحررها من الجسد الأثيري، فمثلاً إن كان سبب مشاكلة العاطفية يعود لصدمة انفصال عن زوج أو حبيب مما أدى به للتدخين، فسيتذكر الذكريات الخاصة بالإنفصال، و عليه في تلك الحالة أن يتحلى بالإسترخاء لكون الجسد يمر بحالة تطهير عاطفي و يطرد المعيقات خارجاً، و قد تحدثت في درس المسارات الخاص بدورة “مفاهيم في العلاج بالطاقة ” حول كيفية حدوث تنظيف داخل المسارات.
خلال عملية التطهير قد يتعرض الممارس لإنتكاسات تجعله عرضة للعودة للتدخين بشكل أكبر مما سبق، لذا يأتي دور المعلم للتدخل بالجلسات العلاجية و التعليمات اللازمة لتخفيف الوضع و مساعدة الطالب على استكمال ما بدأ.
يلتزم الممارس بالإنتباه لما يحدث بداخله من مشاعر و أفكار، مع عدم إنكارها أو محاولة مقاومتها، و يستمر في تطبيق تمارين التنظيف اللازمة للهالة و مراكز الطاقة لتسريع الشفاء
ما الذي تفعله المقاومة و إنكار المشاعر التي تشعر بها؟
يمكن أن تمر بتجربة تسبب لك أذى نفسي معين، هذا الأذى الداخلي يحدث لكونك لم تتمكن من التعامل مع الوضع بالشكل الذي تخيلته، لذا تستمر في تذكر الموقف و يستمر عقلك بالثرثرة بأنه كان بإمكانك قول كذا و فعل كذا، و هذا يخلق حالة إنكار و مقاومة داخلية مستمرة تجاه الموقف، و مع الوقت تتضرر الأعضاء و الحالة النفسية حسب طبيعة المشكلة.
لكن لو تركت لنفسك مساحة للتعلم من الموقف و سمحت للحياة بالسريان فأنت تسمح لطاقتك أيضاً بالتدفق بانسيابية بغض النظر عن مدى سوء الأحداث، و هذا يمنحك لاحقاً الحكمة بأنه ليس هناك شئ جيد بالمطلق، وليس هناك شئ سئ بالمطلق، فبعض الأمور الجيدة قادرة على هدم حياتك، و بعض الأمور السيئة قادرة على تحويلك لشخصية لامعة.
التركيز على التمارين على حساب الأفكار
بعض الممارسين يركزون على التمارين فقط و بتجاهلون الأفكار التي تقفز لرأسهم مع كل ممارسة، و هذا خطأ كبير فالتمارين ليست هي الهدف، بل هي الإصبع الذي يشير للهدف، صحيح أن الممارس سيشعر بصحة جيدة و ذهن صاف بعد تدريباته، لكن كلما نظفت أكثر كلما ظهرت لك معيقات مخزنة لم تكن تتوقع وجودها بداخلك، و ستجد أنك ملزم بالتعامل معها و التفكير حول تعديل سلوكياتك، و إلا فالنتيجة ستكون ثباتك عند نقطة معينة من التطور و رفض للذات، و إذا حدث رفض للذات فأنت تعرض نفسك لخلل من نوع جديد و سيتوقف التأثير الإيجابي للتمارين في تلك الحالة،، لماذا سيتوقف؟ لأنك بالفعل بدأت بهدم نجاحاتك السابقة عبر رفض علاج المسائل الجديدة.
العلاقة الطردية بين الإنتباه للأفكار و التمارين
كما ذكرنا في المثال السابق الخاص بالمدخن، عليه الإنتباه أثناء تطبيق التمرين العلاجي لفكرة الإنفصال التي مر بها، و العمل على تنظيف طاقة تلك المشاعر، و السماح لنفسه بالتعبير عن تلك المشاعر بالبكاء أو الغضب دون أن ينجرف في ذلك، فالتعبير عن المشاعر بوعي يختلف كلياً عن الإنجراف فيها. الإنجراف في التعبير يعني أنك لست واعياً لما تفعل بينما نحن نريد أن تحافظ على وعيك بالأسباب التي تدفعك للتفكير في امور معينة.
أهمية وجود معلم في دربك الروحي
المعلم اختبر الكثير من العقبات لسنوات عدة، و قادر على معرفة احتياجاتك و مشاكلك و منزلة الوعي التي تقف فيها بسرعة مما يساعده في منحك الإرشادات و التدريبات التي لم تكن لتصل إليها وحدك إلا بشق الأنفس، تلك الإِرشادات تختصر عليك الكثير من الوقت، فما يمكن أن تفعله بأربعين أو ستين سنة يمكن أن يحدث بعشرين سنة تحت يد معلم.
الاجابات