
قوانين النجاح الروحية للمعلم ديباك شوبرا 6
في الانفصال تكمن حكمة عدم اليقين و في حكمة عدم اليقين تكمن الحرية من الماضي، فالتكيف و عدم الخروج من منطقة الأمان هو سجن وتقييد، و في الرغبة في الذهاب إلى الأماكن المجهولة تكمن حقل الإمكانات أو ميدان كل الاحتمالات، نستسلم للعقل المبدع الذي ينسق رقصة الكون.
ووصلنا القانون الروحي السادس للنجاح للمعلم ديباك شوبرا و الذي هو بعنوان قانون الانفصال ( الانعزال والتسليم واللامبالاة ) أو قانون التجرد كما يسميه البعض أيضا.
وهذا القانون يقول أنه من أجل الحصول على أي شيء في الكون المادي لابد لنا من أن نتخلى عن ارتباطا و تعلقنا به، و لا يعني هذا أن نتخلى عن نية تحقيق رغبتنا، بل نحن نتخلى عن الاهتمام للنتيجة.
بمجرد أن نتخلى عن اهتمامنا بالنتيجة و نجمع بين النية المركزة و الانفصال في نفس الوقت فإننا نحصل على ما نريد بسهولة كبيرة جدا.
يمكننا تحقيق أي شيء من خلال الانفصال لأنه يقوم على مشاعر اليقين و الثقة في قوة الذات الحقيقية، بينما التعلق يقوم على مشاعر الخوف و عدم الأمان و الحاجة إلى مشاعر الأمان النابغة من جهل الذات الحقيقية أو عدم معرفة النفس الحقيقية.
فمصدر الوفرة أو الثروة أو أي شيء في العالم المادي هو النفس، فهي الضمير و الوعي و الذي يعرف كيف يلبي كل شيء نريده.
و كل شيء آخر هو مجرد رمز كالسيارات، الملابس، الطائرات، المنازل، و العملات، و الرموز عابرة تأتي و تذهب و مطاردة هذه الرموز أشبه ما يكون الاهتمام بخريطة المكان دون الاهتمام بالمكان نفسه، مما يولد المزيد من الفراغ في الداخل لأنك قايضت الذات برموز الذات.
التعلق يأتي من الوعي المنخفض لأنه يهتم دائما بالرموز، الانفصال مرادف لوعي الثروة لأنه يصاحبها إبداع و قدرة على التمكين و يأتي ذلك من الالتزام بالانفصال و فقط من خلاله نحصل على السعادة و الفرح، و ثم تظهر رموز الثروة بشكل عفوي و بدون أي جهد منا.
الوعي الحقيقي بالثروة هو القدرة على امتلاك كل ما نريده في كل مرة نريده فيها و بأقل جهد ممكن.
و لكي نثبت أنفسنا في هذه التجربة نحن بحاجة إلى أن نثبت أنفسنا في حكمة عدم اليقين حينها فقط سنجد الحرية في خلق ما نريد.
كثير هم من يبحث عن الأمان في الأشياء المادية و يتعلق بها كأن يقول لنفسه عندما يكون لدي هذا المبلغ سأشعر بالأمان الذي أريده أو سأحصل على الاستقلال المادي أو اتقاعد و اعمل ما أحبه، وهو لا يدرك أن نبع الأمان يأتي من الداخل من عمق الذات الحقيقية و أن كل شيء حوله زائل، كما أن الأمان لا يقتصر شعوره في الحصول على المال فقط، كما أن هذه المشاعر مرتبطة بالمعلم و المعلوم هو الماضي الذي نعلمه.
من ناحية أخرى فإن الانفصال و التسليم هو التربة الخصبة للإبداع و للدخول إلى المجهول و خلق فرص جديدة حيث تكون منفتحا على صنع واقع جديد متناسب مع المرحلة الحالية التي أنت فيها، مما يعني أنك ستحضى بفرصة المغامرة و الإثارة و السفر نحو الأسرار الغامضة و تعلم أشياء و إدراك إمكانات لا حدود ولا نهاية لها و ستختبر معها متعة الحياة و جمالها الساحر و بهجتها و الاحتفال بكل لحظة فيها.
كل يوم هو فرصة جديدة لك للدخول إلى مجال الاحتمالات اللانهائية و دعوة لك لفتح أغوار المجهول و الغوص في رحلته، إذا شعرت بعدم الأمان لبدء تلك الرحلة فأنت في الطريق الصحيح فقط لا تستسلم و أطلق العنان لخيالك إن أنت واصلت و تجرأت على الدخول إلى هذا العالم ماهي الأشياء التي تنتظرك و الواقع الذي تريد صنعه لك يتجلى خلفه.
عندما نتعلق بشيء ما فإننا نعمل على تجميده و لا نشعر بالمرونة أو الحركة و السريان فيما نقوم فيه فالأصل في الكون هو التدفق و التناغم و الانسيابية بكل ما تحمله تلك الكلمات من معاني وهذا ما نحن عليه أيضا في الأصل في عمق الجوهر.
و لتطبيق هذا القانون زودنا المعلم ديباك شوبرا بألية نعمل من خلالها لممارسته بخطوات سهلة :
- اليوم سألزم نفسي بالانفصال لي و لمن حولي و سأتخلى عن فرض الآراء و الأحكام على كل شيء من حولي، لن أفرض حلولا للمشاكل و سأشارك و أنا في حالة انفصال وانخراط في نفس الوقت.
- اليوم سأجعل عدم اليقين جزءا من ممارستي وعنصرا أساسيا في تجربتي و بفضل توفر هذا القبول من عدم اليقين ستظهر الحلول تلقائيا من المشاكل و الاضطراب و الفوضى وكلما بدت الأمور اكثر غموضا كلما شعرت بالأمان أكثر و فتحت فرص إلى طريق الحرية، و من خلال حكمة عدم اليقين أجد الأمان.
- سأخطوا إلى عالم الاحتمالات و انتظر الإثارة تحدث فيه بقلب رحب و بقبول لكل الفرص و البدائل اللا حدود لها، فعندما أدخل مجال كل الاحتمالات سأختبر المتعة و الفرح و البهجة و كل المشاعر الرائعة الممتزجة بسحر وروح المغامرة في الحياة.
الاجابات