مستعمرة الديدان قصة من التراث القديم

شارك المقال:

في احدى الغابات كان هناك جذع شجرة مورق و قوي و كانت تعيش فيه مستعمرة من الديدان و كانوا سعداء بطريقة عيشهم و لم يعرفوا بوجود اشجار اخرى و لم يكونوا على علم بأنهم يتواجدون في وسط غابة مليئة بالأشجار و توجد فيها ألاف من المستعمرات الأخرى من الديدان التي تعيش فيها.

كان نشاط هذه المستعمرة كل يوم منحصرا في الأكل و ملء بطنه وهذا هو هدفه الوحيد في الحياة.
وفي إحدى الأيام بدأت إحدى الديدان تشعر بالملل و اخذت تفكر في هذا الأسلوب من الحياة التي تعيش فيه ،و أدركت أن هناك معنى آخر للحياة و ثم قررت عول نفسها عن بقية الديدان و بدأت في التأمل و بدأ يغطي جسده بلفافة من الخيوط الحرير ، لم تفهم بقية الديدان أي شيء مما يحصل لتلك الدودة و اعتقد البعض أنها ربما قد تكون اصيبت بالجنون.
و انتقدها البعض الآخر بقولهم أنها لا تعرف ما تخسره ببقائها في هذه الشرنقة.

مرت الأيام و الليالي و كانت كل يوم تزورها دودة واحدة معتقدة أنها قد تكون ميتة، و في احد الأيام الجميلة عندما جاءت إحدى الديدان للاطمئنان عليها اندهشت من اختفائها رغم وجود خيوط الحرير إلا أنه كان فارغا ، نظر هناك و هنا في المكان و لم يجد شيئا ، ثم رفع رأسه و لاحظ أن هناك فراشة جميلة و مشرقة كانت تطير و تقفز من زهرة إلى زهرة.

لم يكن يظن أن تلك الدودة قد تحولت إلى تلك الفراشة، و لم يدرك أنه كان قادرا و موهوبا في ان يصبح مثل تلك الفراشة الجميلة.

البشر أيضا يعيشون في مستعمرات و نحن بحاجة إلى التفكير و إدراك معنى وجودنا و ماهو هدفنا في الحياة.

هنا العديد من البشر الذين يقضون حياتهم في نفس الشجرة و يؤمنون في غابة الحياة المورقة التي يعيشون فيها و يقضون حياتهم في نفس الروتين و غير قادر على إدراك ماهو ابعد من المتعة او الهدف و يعتقد أن حياته تدور فقط حول الأشياء المادية.

لقد ولدنا جميعنا بقدرات لا محدودة و بآليات النجاة التي تسمح لنا بالتكيف في أي بيئة و التغلب على الصعوبات ،في داخلنا يوجد الفرح و الحزن و الغضب و الهدوء و غيرها الكثير من المشاعر الأخرى و كل ماهو مطلوب منا هو الإدارة الجيدة لهذه المشاعر منا يسمح لنا بفهم واقعنا الشخصي و اتخاذ قرارات داعمة لنا.

كل إنسان هو مثل الفراشة لكن تطوير الأجنحة يتطلب وقت و انتباه.

ناماستي 💚

شارك المقال:

الاجابات