الراهب و العقرب و طبيعة الأشياء

شارك المقال:

لا زال عالم القصص غني بالروائع و التجارب و الحكم الثمينة التي من خلالها نستطيع تطوير ذواتنا و استكشاف العوالم الداخلية لمختلف أنواع الشخصيات.

و قصتنا لهذا اليوم من التراث الهندي لراهب اختار طريق اللطف و الكرم و الذي قد تشرب كل كيانه بكل الصفات الإيجابية و التي انعكست في طريقة استجابته للأحداث اليومية.

و كعادة كل القصص فهي تروى بعدة روايات مع اختلاف بسيط في كلماتها و لكنها تصب في نفس المغزى و تأخذ نفس المنحى في حبكتها الرواية.

لنتعرف على قصتنا..

منذ زمن بعيد كان هناك راهب يمشي على ضفاف نهر مع تلميذه، رأى الراهب عقربا قد سقط فجأة في الماء بدون تفكير قرر الراهب انقاذه في اللحظة التي قرر فيها أن يمسك بها العقرب لسعه في يده و كرد فعل طبيعي على الألم أطلق سراحه فسقط مرة أخرى في الماء، و بعد لحظات شاهد الراهب العقرب و هو يحاول دون جدوى ليصل إلى الشاطئ اقترب الراهب منه و مد يده لانقاده و لسعه مرة أخرى فسقط مرة أخرى في الماء فسأل التلميذ الراهب لماذا تحاول انقاذه الا تعرف أن من طبيعته أنه قد يلدغك؟
رد الراهب نعم بالطبع أفهم و لكن من طبيعتي أيضا انقاذه
لذلك بحث الراهب من حوله عن شيء لينقذ به العقرب فوجد عصا فأحضرها إليه و أخرجه من الماء.

هذه القصة تحمل في طيات حروفها طبيعة الأشياء في أن تكون نفسك أن لا تغير من طبيعتك اللطيفة و من صفاتك الرائعة لمجرد أن أحدهم قد آذاك و لا تحاول تغيير الآخرين ليكونوا كما تريد أنت.

أيضا إن كنت بصدد مساعدة شخص ما قد أساء إليك و ما زلت تريد مساعدته فغير استراتيجيتك معه و استخدم خطة أخرى، لا تكرر نفس الخطوات ظنا منك أنها ستعطي نتيجة رائعة معك بل غير الطريقة إلى أخرى طالما الطريقة الأولى لم تصل بك إلى ما تريد.

اتخذ الاحتياطات و ادرس الموضوع و ما تواجهه من كل الجوانب ووازن بين الأمور و تذكر ما يعتقده الآخرون عنا لا يعنينا و ليس مشكلتنا فالبعض يسعى وراء السعادة و الآخر هو من يصنعها.

في الختام كن بطل قصة حياتك و قم بتمكين ثقتك بنفسك و تعلم أن تحب نفسك كما أنت بكل ما فيك فأنت أروع مخلوق على وجه الأرض.

ناماستي

شارك المقال:

الاجابات