
الكأس الفارغ قصة من التراث الصيني
تساعدنا بعض القصص في فهم التجارب الروحية التي سبق و اختبرناها و التي قد نعيشها لاحقا فمغزى كل قصة يصب في الاستفادة مما تحتويه من عبر و مواعظ و حكم و قصتنا لهذا اليوم تساعدنا على التفكير في شيئين، أولا: المساحة الممتلئة بالأحكام المسبقة و المعرفة المحمولة بالقيم.
ثانيا : إفراغ أنفسنا من المعتقدات و المعارف السابقة و الدخول بعقلية منفتحة إذا أردنا أن نتعلم شيئا جديدا.
و كعادة كل القصص تروى بعدة روايات و كل رواية تختلف عن الأخرى لذا لنتعرف على قصتنا لهذا اليوم..
يحكى أنه كان هناك رجلا محاربا قام بزيارة معلم زن ذات يوم، أراد أن يتعلم الزن و بمجرد أن فتح المعلم له الباب بدأ يخبره بكل ما يعرفه و ما قام به من إنجازات و بطولات، استمع المعلم له باهتمام شديد، لم يتوقف المحارب عن سرد معارفه في محاولة منه لابهار المعلم.
اقترح المعلم على المحارب أن يتناول الشاي، فرحب المحارب بهذا.
كلاهما جلس على طاولة صغيرة و بدأ المعلم يملأ كأس المحارب و عندما كان ممتلئا تقريبا لم يتوقف حتى بدأ الشاي ينسكب من الكأس و يملأ أرضية الطبق.
قال المحارب للمعلم : توقف، الكأس ممتلئ بالفعل و الشاي يفيض منه.
أجاب المعلم بكل هدوء ، أنت مثل هذا الكأس كيف تريد أن تتعلم و أنت ممتلئ بالأفكار و المعتقدات و الأحكام المسبقة؟ أنت بحاجة إلى أن تفرغ نفسك منهم.
فلا يمكنك التعلم إذا كنت تعتقد أنك تعرف كل شيء بالفعل.
هذه القصة تعطينا مثالا أو انعكاسًا يضرب به المثل فلكي تتعلم عليك أولا أن تتخلص من الأحكام المسبقة و المعارف القديمة و أن تكون متواضع في طلب العلم، كما يعطينا قيمة التواضع كأحد القيم المهمة جدا لمن يريد التعلم.
كما أنه من الضروري جدا أن يكون الطالب مستعدا لتعلم الجديد أن يكون أيضا منفتحا على الأفكار الجديدة و يكون راغبا في تغيير تصوراته و معتقداته القديمة بمعتقدات و أفكار جديدة تخدمه.
فعملية تنشيط عقلية المتعلم تساعدنا بالتحلي بصفة المرونة وتقبل وجهات النظر المختلفة و إنشاء علاقات تسمح بالتعاطف و الاستماع و التقدير لما هو مختلف، كذلك عقلية المبتدأ تساهم على الإبداع و بناء مسارات جديدة.
في الختام إفراغ كأسك يعني فرصة جديدة لك، حياة ثانية في مكان آخر فقط كن كالطفل في اندهاشه و رغبته بالتعلم.
ناماستي
رائعه سمعت بها من قبل ولكن اول مره اقراء القصه …اشكرك عزيزتي الزهرة