
مثل الملح قصة من التراث القديم
و لا زال عالم القصص يعمل على إلهامنا و يرشدنا للعمل على تطوير ذواتنا بمختلف الأدوات الروحية التي من الممكن أن نتعلمها في رحلتنا في هذه الحياة.
فجميعنا لا يتفاعل مع الظروف المحيطة من حوله بنفس الطريقة خاصة إذا كانت ظروفا صعبة نوعا ما و القصص هي أحد أبسط الطرق لنقل التعاليم المفيدة لكيفية مواجهة مثل هذه الظروف و قصتنا لهذا اليوم هي قصة تصب في مضمار التطور الشخصي.
لنبدأ قصتنا و على سبيل التذكير فالقصص تروى بعدة روايات وهذا ما يميز كل راوي عن الآخر و لكن المغزى واحد.
يحكى أنه طلب المعلم من تلميذه الشاب الذي كان حزينا جدا أن يملأ يده بالملح و يضع الملح في كوب من الماء، و يشربه.
و بعد تناوله سأل المعلم التلميذ كيف هو طعم الماء؟
أجاب التلميذ : انه مالح جدا.
ابتسم المعلم و طلب من الطالب أن يملأ يده مرة أخرى بالملح و لكن هذه المرة ذهب معه إلى بحيرة ماؤها عذب و طلب من التلميذ أن يلقي بالملح فيها ثم طلب منه أن يشرب من ماء البحيرة.
ثم سأل المعلم التلميذ كيف هو طعم الماء؟
أجاب التلميذ بأنه طعمه حلو و لطيف.
سأل المعلم التلميذ هل شعرت بطعم الملح؟
أجاب التلميذ : لا
ثم جلس المعلم و تلميذه و نظروا إلى جمال الطبيعة من حولهم بعد بضع دقائق من التأمل قال المعلم لتلميذه إن الألم موجود لكن يعتمد على المكان الذي نضعه فيه، عندما تشعر بالألم في داخلك يجب عليك أن تزيد من الشعور و الإحساس بكل ماهو حولك، عليك أن تتوقف عن كونك بحجم الزجاج و أن تصبح مثل هذه البحيرة هادئة و كبيرة وواسعة.
هذه القصة تعلمنا أو تزودنا بكيفية التعامل و إدارة الألم عندما لا تكون أو لا توجد حلول حول أيدينا، إذ علينا أن نختار بين البقاء في الألم و المعاناة أو تجاوزها و إيجاد معنى للحياة و تحمل مسؤولية أنفسنا كاملة.
فبقاؤك في المعاناة يعني أن تبقى في الحدود التي بدأت ترسمها لنفسك و هي تتغذى على كل هذه المشاعر و لكنها لن تصل بك إلى أي مكان لذا لا تتفاجأ إذا كنت كثير الشكوى.
في الختام كن واعيا و منتبها إلى أين تصب أفكارك و مشاعرك في لحظتك خاصة عندما تواجه ظرفا ما فالطاقة حيث التركيز ، و كن قائدا لحياتك و تعلم توجيه انتباهك إلى عيش التجارب و الحياة التي تريد.
ناماستي
الاجابات