زهرة الصدق قصة من التراث الصيني

شارك المقال:

و لا زلنا مع عالم القصص ننهل من روائعه الكثير من الفوائد و الحكم الثمينة التي قد نستفيد منها في تطبيقها على حياتنا وقصة اليوم تتحدث عن القيم و الأولويات في حياة كل منا.

لنتعرف على قصتنا لهذا اليوم، و للتذكير فإن كل القصص تختلف في الرواية و تتفق في المضمون..

يحكى أنه في حوالي عام 25 قبل الميلاد عاش في الصين أمير كان على وشك أن يتوج أمبراطورا ووفقا للقانون لابد أن يتزوج قبل أن يتم تتويجه، لذلك قرر اجراء مسابقة بين فتيات المملكة ليختار من بينهم زوجة له.

تم الإعلان في أرجاء المملكة عن حفل خاص و سيعطى لهم تحديا، قررت ابنة خادمة في القصر ان تحضر هذا الحفل و تشارك في التحدي.

وصل جميع الفتيات إلى الحفل و أعلن الأمير عن التحدي، حيث سيعطي كل فتاة من الحضور بذرة و سيتم اختيار من تحضر أجمل زهرة بعد ستة أشهر و هي التي ستكون امبراطورة و زوجة المستقبل.

مر الوقت و كانت ابنة خادمة القصر تعتني ببذورها بكثير من الصبر و الحنان ، و مرت ثلاثة أشهر و ظلت البذرة كما هي لم تنبت، جربت الفتاة كل الطرق التي كانت تعرفها و لكن لم يحدث شيء، و بعد مرور الستة الأشهر لم تنبت النبتة.

أخبرت الابنة والدتها أنه بغض النظر عن الظروف فإنها ستعود للقصر في الوقت المحدد لانتهاء التحدي و جاء اليوم المنتظر و اتت كل من اشتركت في المسابقة و في يديها أجمل و أروع زهرة على الإطلاق و بألوان مختلفة ماعدا هي فقد كان أصيص الزرع فارغا.

و بعد أن استعرض الأمير الزهور أعلن عن النتيجة بأن الشابة ذات الأصيص الفارغ هي من ستكون زوجته المستقبلية.

تفاجأ الحضور و لم يفهموا لماذا تم اختيارها، قال الأمير أن هذه الفتاة هي الوحيدة التي زرعت الزهرة بصدق، لأن كل البذور التي كانت في التحدي كانت معقمة.

في حياتنا تكون لدينا قيم منذ الطفولة يتم زرعها فينا من قبل الوالدين و مع الوقت يتم تغييرها بناء على تجاربنا و أفكارنا و معتقداتنا و أحيانا قد نحمل معنا القيم الراسخة فينا منذ الطفولة و يصبح من الصعب جدا علينا أن نقايضها بشيء آخر.

و قصتنا تتحدث عن قيمة أو فضيلة الصدق و التي تزامنت مع الأفعال و الكلمات و المشاعر و التحرر من ثقل و عبء الكذب.
طبعا هذه الفضيلة تتطلب الشجاعة و ليست سهلة على الجميع، فالبعض يعيش بين صراع إذا ما كان بصدد شيء ما كرغبة يتوق إلى تحقيقها أو هدف يود الحصول عليه فقد يقلل من أهمية بعض القيم لديه و يرفع قيم أخرى في سبيل أن يكون له ما يريد.

في الختام القيم مثل زراعة النبات عندما تكرس الوقت و الجهد و الحب للقيم التي تعمل على ما يغذي روحك فإنك ستزهر و تزدهر و ستسعد بجمالها و روعة عبيرها.

ناماستي

شارك المقال:

الاجابات