شجرة البلوط الحكيمة قصة من التراث القديم

شارك المقال:

لكل قصة طابع خاص بها و هي تنقل و تروى لأخذ العظة و الحكمة منها خاصة إذا كانت ذات مغزى رائع جدا، و قصتنا لهذا اليوم من التراث القديم لشجرة بلوط كبيرة حيث يروى أنه كانت هناك شجرة بلوط كبيرة جدا تعيش في الحقل، و كانت هي الوحيدة الموجودة فيه، و في أحد الأيام حلق نسر فوق سناء ذاك الحقل مستمتعا بما يراه فيه و لفت انتباهه وجود تلك الشجرة و لا أشجار بجوارها مما أثار فضوله للذهاب و التحدث إليها.

نزل النسر بالقرب من شجرة البلوط و بادرها بالترحيب ثم قال لها، لطالما تساءل كيف يمكن للأشجار أن تعيش دائما في نفس المكان دون معرفة الأراضي و الحقول الأخرى أو أن تستمتع بأماكن أخرى، و أنت تعيش لوحدك أيضا و لا يوجد أي شجرة أخرى من أقرانك موجودة كعك فهل تشعر أن حياتك جيدة و ممتلئة بالوفرة؟

أجابت الشجرة، ليست الأمور كما تبدو عليه، فأنا اعيش لوحدي لأن حريقا قد نشب في المكان منذ سنوات عديدة و تحول الحقل إلى رماد.

اليوم يحيط بي حقل أخضر كبير وواسع و جميل و أنا فريدة و مميزة هنا، صحيح أنه لا يوجد أشجار غيري لكنني تغلبت على هذا الامر و لم يعد يؤثر علي مثل قبل، فأنا الآن شجرة تذهل و تبهر من يأتي إلى هنا و يستمتعون برؤيتي و ما يجعلني جميلة جدا هو أنني فريدة و مميزة من نوعي.

نحن جميعا مميزون و عندما يكون هناك من يشبهك أو نسخة طبق الأصل منك في كل شيء فلن يكون هذا الاختلاف و التميز واضحا.

إذا نظرت إلى الجميع ككل فستعتقد أننا كلنا بلا استثناء متماثلون و لكن إذا بدأت في التعرف على كل واحد على حدة سترى أن كل واحد لديه ما يميزه و يجعله متفردا و لا يشبه الآخر و سيترك انطباعا رائعا عنه في ذهنك.

وقد يتحدث البعض بمجرد حديثك معه عن مشكلاته و آخرون لن تتحمل التواجد معهم و البعض الآخر سيتركك غير مبال بك و الآخر قد يكون باردا في تعامله معك.

أنا شجرة نجحت في جعل الجميع يرون كم هي مميزة و جميلة.

أجاب النسر : و لكن ألا تحب أن تكون قادرا على السفر و تغيير المكان و التواجد في أماكن أخرى؟

أجابت الشجرة : أيها النسر العزيز انت تستطيع الطيران و بإمكانك أن تغير المكان و أنا ثابت في مكان معين و لا يعني أنني لست في أماكن أخرى، هل زرت الصين يوما سألت شجرة البلوط الكبيرة النسر؟

أجاب النسر : لا
أجابت الشجرة : في المرة القادمة التي تذهب فيها إلى الصين انزل إلى أي شجرة بلوط و تحدث إليها.

بعد بضعة أشهر حلق النسر في سماء الصين ثم تذكر حواره مع شجرة البلوط الكبيرة و نزل ليتحدث مع شجرة من أشجار البلوط و مبجرد حديثه مع الشجرة أخبرته هل تبحث عن شجرة البلوط الحكيمة التي ساعدت الجميع على معرفة كم نحن مميزون و متفردون؟

أجاب النسر : نعم
آجابت الشجرة نعم لقد كان هنا و هو يتواجد في أماكن أخرى في أنحاء العالم، و الآن بعد أن تذكرته سيكون هو أيضا حيثما تذهب.

في ذلك اليوم تعلم النسر الدرس، إذ لا يهم أين أنت و إلى أي مدى أو مسافة أو مكان سافرت إليه، أو السفر إلى العديد من الأماكن المهم هو الأثر الذي تتركه، بصمتك و ما تتركه لدى الآخرين من ذكريات و مشاركات وجدانية في قلوب و نفوس الآخرين هي الأهم.

ناماستي

شارك المقال:

الاجابات