قوة اللحظة الحالية

شارك المقال:

العيش في اللحظة يعني قبول الماضي و الاستعداد بهدوء للمستقبل و مع ذلك فغالبيتنا لا زال متذبذب بين الماضي حينا و بين المستقبل حينا آخر و تجده في الحاضر متواجد بجسده بينما عقله في كل مكان، ينتج دماغنا 60 الف فكرة في اليوم مما يكفي لتشغيل أشرطة الذكريات عدة مرات ناهيك عن استقبلنا لآلاف الرسائل من أماكن مختلفة كالتحدث مع الآخرين، الاستماع إلى الراديو، تصفح وسائل التواصل الاجتماعي… إلخ.

اذن كيف يكون العيش في الوقت الحاضر أو اللحظة الحالية؟

العيش في الوقت الحاضر أو اللحظة الحالية هي أن تكون هنا و الآن و ان تكون في حالة تدفق و تناغم و انسياب مع الكون يعني أن تكون متواجد و حاضرا بذهنك و جسدك و كل حواسك الخمس، مصغيا و مدركا و منتبها لكل ما يحدث الان، مما يعني أن تعي تلك اللحظة و تبطئ فيها خطواتك لترى ما يحيط بك كالتنفس عندما تتابع تنفسك فأنت تكون حاضرا و واعيا للغة التنفس الخاصة بك و منتبها لتفاصيل تلك اللغة و ما تكشفه لك من أحاسيس فالتنفس يجعلك تدرك لحظاتك الحالية و ذلك لأنه يحدث هنا و الآن.

و مع ذلك ليس من الخطر الانزلاق في ذكريات الماضي أو حتى في المستقبل خاصة لو أنك كنت واعيا للأخطاء و التجارب و عزمت على عدم العودة إليها أو على تقيمها و تصحيحها كما أكد فرانسوا بورغونون و انطوان جيرلييه في كتاب هما التأمل مع ناماتاتا ” ان التفكير في الماضي من الممكن أن يجعلنا نتجنب ارتكاب أخطاء الماضي مرة أخرى و العمل على الاستفادة و إعادة إنتاج ما نجح بالفعل، كما أن التفكير في المستقبل يسمح بالتخطيط و تجنب المخاطر كونك تستخدم الخيال مما يسمح لك بالعثور على الإلهام و الإبداع “.

إننا عندما نفكر في الماضي فإن كثير من المشاعر تطفو إلى السطح بعضها جيد و الاخر غير جيد مما يتسبب بالمعاناة، فإذا كانت تلك التجارب و الذكريات لا تجلب المتعة و لا اي تطور معها فلماذا تعيد تشغيلها باستمرار و تعذب نفسك بها؟

ان تصور نفسك في المستقبل لممارسة التخيل و التصور الإيجابي لوضع أهداف ملموسة هو أمر جيد، من ناحية أخرى من الجميل أن يتم التركيز على مستقبل ملىء بالأمل مما يجلب لك مشاعر الرضا مع اتخاذ إجراءات، يوضح لنا إيكهارت تول في كتابه قوة اللحظة الحالية أو قوة الان ان العقل يبحث عن بديل للفرح لذا فهو يخطط للمستقبل الذي يمثل وعدا بالرضا مثل الأشياء الخارجية كالمال و النجاح و القوة.. إلخ.

و لتستمع باللحظة الحالية فهناك الكثير من الأشياء التي بإمكانك ممارستها كلها أو بعضا منها مثل :

  1. مراقبة الأفكار

كن كالشاهد على تلك الأفكار التي تدور في داخلك، استمع إلى تلك الأنماط التفكير ية و الرسائل التي توصلها إليك بدون أي حكم أو تفاعل معها فقط كن كالشاهد لذلك السيناريو و ما يدور فيه.

  1. ممارسة اليقظة

غالبا ما يرتبط هذا المصطلح بممارسة التأمل و لكن يخبرنا إيكهارت تول أنه يمكننا تحويل انتباهنا إلى اللحظة الحالية من خلال الوعي لأي نشاط نقوم به في يومنا، فقط كن واعيا و مدركا لما تفعله طوال مدة هذا النشاط، انتبه جيدا لما تقوم به و لكل التفاصيل مثل تناول الطعام بوعي.

  1. ممارسة الأنشطة التي تحبها

عندما تفعل شيئا يسعدك فأنت تركز على ما تقوم به في لحظتك الحالية ، و من الجميل أن تكون لديك هواية محببة لذاتك تشعر معها بتوقف الوقت أو أن تمارس اليوجا أو الاستماع إلى الموسيقى او اللعب مع الاطفال أو الذهاب في نزهة على الأقدام أو القراءة أو البستنة.

  1. كن في حالة من القبول

تقبل تلك اللحظات التي لا تكون فيها في حالة جيدة و العمل على تكييف جدولك اليومي بما يتناسب مع لحظتك الراهنة و الاستمتاع بالأشياء الأساسية و الاحتفاظ بلحظات الهدوء الحقيقية كل يوم و قضاء وقتا للاسترخاء لا تقوم به بفعل شيء و تخصيص وقت للعناية بالنفس.

شارك المقال:

الاجابات