
نصائح لتعلم الأكل بدون ذنب
هل سبق لك أن تناولت طعاما و ثم شعرت بالذنب مباشرة بعد تناولك له أو أثناء تاولك له، أو حتى شعرت بالخوف من أن يزيد وزنك بضع كيلوغرامات إذا ما تناولت ما تريد، إذا كنت كذلك فأنت لست الوحيد الذي يشعر بذلك، و أن هذا النوع من الأفكار تأتي فقط من الثقافة التي تلقيناها و التي تتعلق بالنظام الغذائي.
لنتذكر أن الطعام يلعب دورا كبيرا في حياتنا، من التغذية الحيوية التي يجلبها و يوفرها لأجسادنا إلى المتعة و المشاعر الرائعة التي نشعر بها أثناء تناولنا له.
في هذه المقالة سنتعلم سويا كيف نقلل من مشاعر الذنب او اي مشاعر أخرى عند تقديمنا الطعام لأنفسنا مع اكتساب المزيد من الثقة في علاقة الجسد بالطعام ، و لكن قبلا أنوه أن هذه المقالة ليست طبية فإذا كنت تشكوا من أي أعراض صحية يجب عليك استشارة طبيبك أولا.
و الشعور بالذنب تجاه أي أمر نقوم فيه سواء كان يتعلق بالطعام أو بسلوك ما فهو لا فائدة ترجى من وراءه سوى أنه يبقي الشخص محاصرا في لوم الذات و بناء ملفات غير مفيدة و لا تعمل على تصحيح أي سلوك.
إذ لا يمكنك تغيير الماضي بغض النظر عن عدد المرات التي شعرت فيها بالذنب، كما إن تكرار المشاعر و الأفكار التي تتعلق بالشعور بالذنب تبقيك محاصرا في الماضي بدلا من التركيز في الحاضر، كذلك الشعور بالذنب يبقيك في حالة ذهنية من الغضب و السخط بدلا من تعلم كيفية اتخاذ إجراء و تبني سلوك آخر مفيد و داعم لك في الحياة.
و الشعور بالذنب هو عاطفة تشعر بها عندما تشعر أنك انتهت قيمة أو معيارا أخلاقيا أنت تؤمن به.
و يرتكز الشعور بالذنب تجاه الطعام و تناولنا له بالذنب غالبا بالمعتقدات حول الأطعمة الجيدة و السيئة و التي تعمل على إثارة استجابة مشروطة منا على ما نعتقد صحيحا أو خاطئا تجاه الطعام و الطريقة التي نتناوله بها.
مفتاح التغير هو الوعي، فمعرفة قواعد طعامك و معتقداتك حول الطعام هو الخطوة الأولى لتغييرها، كتابتها في مفكرة أو تدوينها في دفتر خاص بتتبع الطعام الذي تتناوله كل يوم سيمنحك المزيد من الوضوح.
إذن كما قلنا للتخلص من الشعور بالذنب كخطوة أولى لتغيير ذلك هو الوعي لذا تحقق معي ما إذا كانت هذه الأفكار أو السلوكيات تنطبق عليك :
- هل تتجنب الاطعمة التي تحتوي على نسبة دهون و سكريات أو كربوهيدرات أو سعرات حرارية عالية؟
- هل تحرم نفسك من الأطعمة التي تتوق إليها؟
- هل تتبع قواعد صارمة متى و ماذا و كيف تتناول من أطعمة؟
- هل لديك قائمة بأطعمة غير مسموح لك بتناولها؟
- هل تشعر بالغضب من نفسك أو بالخوف لأنك تناولت طعاما غير صحي؟
بعض القواعد الغذائية الهادفة حتى نكون أكثر وعيا بما يجب علينا تحديده أثناء تناولنا للطعام مثل :
- عدم تناول الأطعمة في منتصف الليل.
- ممارسة التمارين الرياضية المناسبة للجسم هو ما سيعمل على حرق السعرات الحرارية في الجسم.
- تناول الطعام في أوقات محددة.
- الوعي بما تتناوله و طريقة مضغك له.
إذا كان أي مما سبق ينطبق عليك فيرجى تذكر أن هذا تم تعليمه لك و أنه بإمكانك تغييره في أي وقت تختاره فقط تحتاج إلى نية و ممارسة.
في دفترك أكتب الآتي :
- قواعد و سلوكيات أثناء و قبل و ماهية الأفكار التي تأتي لك أثناء إعداد للطعام و أثناء تناولك له.
- ما الذي تخبر نفسك به عندما تشعر بالذنب عندما تتناول طعاما تعتقد من وجهة نظرك أنه غير صحي.
مثلا عندما تتناول طعاما مشبعا بالدهون أكتب القاعدة و المعتقد وراء ذلك ثم أكتب معتقدات صحيحة تدحض ما تعتقده عن هذا الطعام.
لكي يحصل التغيير معك لابد أن تكون المعتقدات الجديدة تحمل وزنا و تجد لها صدى بداخلك و تتوافق مع حالتك الشعورية و إلا لن تكون بذات أهمية و لن تغير لك شيئا.
سوف يستغرق الأمر منك وقتا لتغير معتقداتك و أفكارك و ما تؤمن به و كل سلوكياتك حول الطعام و ماهيته كما سيفيدك أن تتعلم الأكل الحدسي و تبدأ بتجربه و إدخاله في نظامك الغذائي هذا النوع من الطعام يكون بناء على شعور و استجابة الجسم لنوعية معينة من الطعام.
و إحدى الأدوات التي يزودنا بها الأكل الحدسي هي استقلالية الجسم حيث أنه يستطيع الإختيار بين آلاف الأطعمة إذ لا أحد أعرف بجسمك منك و بما يريده من طعام.
و للبدء بذلك اختر قاعدة من قواعد الطعام التي لديك و التي تشعرك بالذنب أو بالتعب أو ايا كان شعورك غير جيد معها و ابدأ بوضع خطة للتخلص منها.
اسأل نفسك ماهي الخطوة الصغيرة أو الأولى التي يجب عليا اتخاذها للتوقف بالعيش بهذه القاعدة؟
مثلا :
قد تتناول وجبة طعام مباشرة قبل النوم عندما تشعر بالجوع و القاعدة تقول أنه يجب عليك أن تتوقف عن تناول الطعام عند الساعة السادسة أو السابعة أو قبل النوم بساعتين، من المهم هنا أن تعي نوعية المشاعر المصاحبة لتناول الطعام و ما سببها و أيضا لا تنتقد و لا تضع أحكامنا في حال خرقت هذه القاعدة فقط انتظر و حاول أن تفهم سبب ذلك ورقة وقلم و اكتب ما المشاعر وراء سبب احساسك بالجوع قبل النوم مباشرة، كن صبورا و لطيفا مع ذاتك.
و يعتبر ممارسة الوعي الذاتي هو المفتاح لضبط مشاعرك و أفكارك و معتقداتك و سلوكياتك حول الطعام، ابحث عن أنماط تميل فيها التفكير و كن على إدراك بكيفية تفسيرها و شرحها لنفسك و انتبه للطريق التي تتناول بها طعامك و الأفكار التي تدور خلال تناولك لها و ماهي عاداتك و اتجاهاتك نحو الطعام.
كما أنه من المهم أن تعي أنك لست أفكارك أو معتقداتك، القواعد و الأفكار هي نتيجة ثانوية لعقلك و ليست تجربة اختبرتها بنفسك أو اختبرها جسدك، لذا استبدل أفكارك و الحدود التي وضعتها لنفسك و كن على وعي باللحظة التي تتناول فيها طعاما و كم أنه مغذي لجسدك و مفيد و استمتع به.
قد تكون مهمة تغيير عاداتك الصحية المتعلقة بنظامك الغذائي غير سهلا عليك لكن ثق أن الأمر يستحق منك الجهد و الاحتفال بإنجازك و أنه كل ما عليك هو البدء باتخاذ الخطوة الأولى نحو ذلك.
الاجابات